سياق فرض نظام الحماية :
الأزمات الداخلية والضغوط الخارجية التي مهدت لفرض الحماية على المغرب :
بعد وفاة باحماد، واجهت السلطان
المولى عبد العزيز مجموعة من المشاكل منها :
- الأزمة المالية الحادة المتمثلة في فراغ خزينة الدولة و ارتفاع النفقات.
- اضطرار المغرب إلى الاقتراض من الدول الأوربية بشروط قاسية .
- أقرار السلطان المولى عبد العزيز ضريبة الترتيب التي رفضتها الطبقة الغنية.
- اندلاع بعض الثورات كثورة بوحمارة، و ثورة الريسوني .
- انعقاد مؤتمر الجزيرة الخضراء 1906 الذي اتخذ عدة قرارات مجحفة، منها ضمان
حق التصرف بالمغرب لفرنسا وإسبانيا، وإنشاء بنك المغرب الذي يديره بنك باريس، وضمان
المساواة والحرية الاقتصادية للدول الغربية، مع إلزام الدولة المغربية ببناء شبكة مواصلات
حديثة.
- إبعاد السلطان المولى عبد العزيز وتعيين
أخيه المولى عبد الحفيظ، الذي لم يتمكن من صد الأطماع الأجنبية، ليتم فرض الحماية
على المغرب سنة 1912.
فرض الحماية الأجنبية على المغرب:
- تم التوقيع على معاهدة الحماية الفرنسية في 30 مارس 1912. هذه المعاهدة
نصت على القيام بإصلاحات إدارية واقتصادية ومالية وعسكرية وقضائية وتعليمية،
والسماح لفرنسا باحتلال المغرب، مع الحفاظ على سيادة السلطان والعقيدة الإسلامية.
- اتفاق فرنسا وإسبانيا على طريقة تنفيذ الحماية في منطقة الاحتلال الإسباني
في الشمال، مع وضع طنجة تحت النفوذ الدولي.
مؤسسات نظام الحماية الفرنسية بالمغرب وأجهزته:
أ-
على المستوى المركزي:
- المقيم العام الفرنسي هو الذي يتولى إدارة الشؤون في المغرب، يسن القوانين
ويصادق عليها.
- اقتصار دور السلطان المغربي على السلطة الدينية والتوقيع على القوانين
التي يصدرها المقيم العام.
ب-
على المستوى الجهوي والإقليمي:
- تم تقسيم منطقة النفوذ الفرنسي إلى أقاليم عددها سبعة على رأس كل منها
موظف سام فرنسي.
ج- على
المستوى المحلي:
- تقسيم الأقاليم إلى دوائر قروية وحضرية، يترأس كل واحد منها موظف مغربي
يعرف باسم القائد أو الباشا.
مؤسسات الحماية الإسبانية:
أ- على المستوى المركزي:
- تمركز السلطة الفعلية بيد المندوب السامي الإسباني والإبقاء على سلطة
شكلية لخليفة السلطان.
ب-
على المستوى المحلي:
- إشراف القنصل الإسباني على المدن التي يرأسها الباشوات، وإشراف الضابط
العسكري الإسباني على البوادي التي يشرف عليها القواد.
طنجة والتنظيم الدولي :
- أسندت إدارة شؤون مدينة طنجة لمندوب أجنبي، يساعده أعيان المدينة وسفراء
وقناصل الدول الغربية.
- تمركز الجالية الأجنبية، في مقدمتها الإسبان والفرنسيون بطنجة.
الاحتلال العسكري والمقاومة المسلحة المغربية :
مراحل الاحتلال العسكري للمغرب:
- قبل سنة 1912 : احتلال فرنسا للمغرب
الشرقي والمناطق التي تمتد من الدار البيضاء إلى فاس.
-1914 : احتلال فرنسا لمناطق غرب جبال الأطلس.
-1920: سيطرت فرنسا على الأطلسين المتوسط والكبير.
-1926: احتلال إسبانيا منطقة الشمال.
-1934: إخضاع فرنسا وإسبانيا للمناطق الصحراوية.
وسائل الاحتلال العسكري للمغرب:
- جيش كبير مجهز بأحدث الأسلحة.
- نهج سياسة الأرض المحروقة لتجويع
السكان وإرغام المقاومين على الاستسلام.
- اتباع سياسة بقعة الزيت ببث
النزاعات بين القبائل.
- الاعتماد على الأعيان وفي
مقدمتهم الكلاوي.
حركات المقاومة المسلحة المغربية :
- المقاومة المسلحة في الجنوب التي قادها أحمد الهيبة، من تزنيت. فدخل
مراكش، وحاول التقدم إلى الدار البيضاء لتحريرها من الاستعمار الفرنسي، لكنه انهزم
في معركة سيدي بوعثمان، فرجع إلى الجنوب حيث ظل يقاوم غلى أن توفي سنة (1919).
- المقاومة المسلحة التي تزعمها موحا أو حمو الزياني في الأطلس المتوسط، والذي
انتصر على الجيش الفرنسي في معركة الهري سنة 1914، وصمد مقاوما حتى توفي سنة 1921 .
- المقاومة المسلحة التي تولى قيادتها عسو أوبسلام بالأطلس الكبير وجبل
صاغرو، والذي تمكن من دحر الجيش الفرنسي في معركة بوكافر سنة 1933.
- أما منطقة الريف، فقد شهدت مناوشات عسكرية قادها محمد أمزيان وعبد الكريم
الخطابي. وبعد وفاة هذا الأخير تشكلت المقاومة المسلحة بقيادة محمد بن عبد الكريم
الخطابي الذي نهج طريقة حرب العصابات فتمكن من الانتصار على الجيش الإسباني في
معركة أنوال في سنة 1921. لكن تحالف القوات الفرنسية والقوات الإسبانية، اضطر الخطابي
إلى الاستسلام ، فتم نفيه سنة 1926 إلى جزيرة لاريينيون بالمحيط الهندي.
- خصائص المقاومة المسلحة المغربية: شجاعة المقاومين، رغم استعمال الأسلحة
النارية التقليدية والعصرية، والتمركز في البوادي، والاعتماد على التنظيم القبلي، مع
غياب التنسيق بين حركات المقاومة.