تلخيص
مكثف لدرس أزمة العالم الرأسمالي الكبرى لسنة 1929:
أسباب الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية ومظاهرها:
أسباب الأزمة الاقتصادية:
ارتبطت الأزمة الاقتصادية بالأساس بطبيعة
النظام الرأسمالي وما ترتب عنه من صعوبات تباينت بين عامل التسويق الداخلي
والخارجي وعامل المضاربات في البورصة:
أ- الصعوبات المتعلقة بعملية التسويق الداخلية:
منذ بداية الحرب العالمية الأولى
انخرط الاقتصاد الأمريكي في عملية تطور سريعة في الوقت الذي تباطأ فيه معدل الدخل
الفردي. هذا التفاوت أدى إلى تضخم في الإنتاج.
ب- العوامل المتعلقة بالتسويق الخارجي:
بمجرد ما إن انتهت الحرب العالمية
الأولى، شرعت الدول الأوروبية في إعادة بناء اقتصادها. فتمكنت من منافسة الولايات
المتحدة الامريكية على الأسواق الخارجية، كما تزايدت مزاحمة اليابان لأمريكا في الأسواق
الخارجية. هذه المنافسة دفعت الدول الرأسمالية إلى الأخذ بنظام الحماية
الجمركية.
ج- مضاربات البورصة:
التي تزايدت حدتها خاصة في بورصة " ولستريت "، مما أدى إلى ارتفاع الأسهم بشكل مهول جعلها تفوق مداخلها. فكانت النتيجة إفلاس المساهمين فيها.
مظاهر الأزمة الاقتصادية:
أدى تضخم الإنتاج إلى انخفاض الأسعار بشكل كبير. هذا الانخفاض أدى بدوره إلى إفلاس الشركات والمؤسسات المالية والفلاحين، فكانت النتيجة طرد العمال وبالتالي انتشار البطالة وانخفاض الأجور. كل هذه العوامل أدت إلى اندلاع الاضطرابات والمظاهرات وإلى ازدياد حدة الهجرة القروية.
انتشار الأزمة في بلدان العالم الرأسمالي ونتائجها:
أسباب انتقال الازمة الاقتصادية إلى دول العالم الرأسمالي:
تعددت الطرق والأساليب التي انتقلت بواسطتها
الأزمة العالمية إلى بقية دول العالم الرأسمالية، لكنها ارتبطت بالأساس بسحب
الولايات المتحدة الأمريكية الرساميل التي أودعتها في الخارج. فكان أن تضررت الدول
التي كانت ترتبط بشدة بالرأسمال الأمريكي، كما استرجعت الولايات المتحدة الأمريكية
قروضها الخارجية وخفضت المساعدات التي كانت تخصصها لبعض الدول. كما أدى نهج نظام
الحماية الجمركية إلى تداعي المبادلات الدولية مما أدى إلى تضخم الإنتاج الصناعي
في الدول الرأسمالية. كل هذه الأوضاع مجتمعة ساهمت في تنامي الاستغلال الاستعماري.
تداعيات ونتائج الأزمة الاقتصادية في دول العالم الرأسمالي:
تعتبر الدولة الألمانية من أكثر دول أوروبا
تأثرا بالأزمة الاقتصادية، في الوقت الذي تأثرت فيه بريطانيا وفرنسا بدرجة أقل.
بينما كان مستوى تضرر اليابان مرتبطا بتدهور المبادلات التجارية فكان أن أغرق
الأسواق الخارجية بالبضائع ذات الأثمنة المنخفضة.
وفي الفترة الممتدة ما بين 1929 و 1932 انخفض مستوى الإنتاج الصناعي والفلاحي، مما أدى إلى تراجع حجم المبادلات الدولية، في الوقت الذي شهدت فيه دول العالم الرأسمالي ارتفاعا كبيرا في معدل البطالة.
الأساليب التي واجهت بها الولايات المتحدة الأمريكية الأزمة الاقتصادية لسنة 1929؛
الخطة الجديدة:
وضعها الرئيسان الأمريكيان فرانكلين
روزفلت سنة 1933. هذه الخطة شملت مجموعة من الإصلاحات كان هدفها الحد من الأزمة
المالية ومحاولة خلق بعض التوازن في الإنتاج الصناعي والفلاحي والعمل على تحسين
الأوضاع الاجتماعية.
وقد كانت نتائج هذه الخطة إيجابية ظهرت مؤشراتها بين سنتين 1933 و1937 بانتعاش الاقتصاد الأمريكي وانخفاض معدلات البطالة. لكن بعد سنة 1938 تجددت مظاهر الأزمة لسبب يرجع بالأساس إلى عدم التزام الأمريكيين ببنود الخطة الجديدة.
تدخل النازية الألمانية في الاقتصاد:
اتخذ تدخل الدولة الألمانية في الاقتصاد عدة
أشكال منها منع الإضرابات وتخفيض أجور العمال، وفرض الخدمة العسكرية الإجبارية لاستقطاب
العاطلين وإدماج بعضهم في الأشغال العمومية وفي صناعة الأسلحة. كما عملت على تحديد
الإنتاج وسقف الأسعار والأرباح والإشراف المباشر على مراقبة المبادلات التجارية.