مؤتمر الصلح ومعاهدات السلام:
انعقد مؤتمر الصلح بباريس سنة :1919:
- انعقد
مؤتمر الصلح في سياق ظروف مختلفة تمثلت في نهاية الحرب العالمية الأولى
بانتصار الدول الحلفاء أو " الوفاق " على ما يسمى بمعسكر الوسط، وما
رافق ذلك من خسائر بشرية ومادية جسيمة تكبدتها أوروبا.
وقد حضر
الحلفاء المؤتمر، إلى جانب الدول الموالية لهم، بينما غابت الدول المنهزمة وروسيا
الاشتراكية.
- تباين
مواقف الدول الكبرى خلال المؤتمر:
فقد تشبث فرنسا بضرورة تصفية حساباتها مع ألمانيا، في الوقت الذي دعت فيه بريطانيا إلى تحقيق التوازن الأوروبي. بينما اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية أن تتم إعادة النظر في طبيعة العلاقات الدولية.
- القرار الذي خلص إليه المؤتمر: أن تعقد معاهدات السلام مع الدول المنهزمة التي خسرت الحرب وإنشاء عصبة الأمم.
إبرام معاهدات السلام سنتي 1919 و 1920 و الشروط القاسية التي نصت عليها:
- فرض
الحلفاء على الدول المنهزمة شروطا قاسية تضمنتها معاهدات السلام التالية:
معاهدة فرساي التي أبرمت مع ألمانيا، معاهدة سان جرمان مع
النمسا، إضافة إلى معاهدة نويي مع بلغاريا، ومعاهدة تريانون مع
هنغاريا، فضلا عن معاهدة سيفر مع الإمبراطورية العثمانية.
- وقد
تضمنت هذه المعاهدات شروطا قاسية تمثلت في الاقتطاعات الترابية من المجال الجغرافي
للدول المنهزمة، وإضعافها على المستوى العسكري، إلى جانب الغرامات المالية.
التحولات الترابية والسياسية التي عرفتها أوروبا بعد مؤتمر الصلح وتنظيم العلاقات الدولية:
مظاهر
التغير الترابي على الخريطة السياسية لأوروبا:
- حيث اختفت الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية النمساوية – الهنغارية.
- وتم انفصال هنغاريا عن النمسا
- كما توسعت الدول التي كانت موالية للحلفاء.
- إضافة إلى ظهور دول جديدة في مقدمتها يوغسلافيا.
تنظيم عصبة الأمم للعلاقات الدولية:
- تأسست
عصبة الأمم سنة 1920. وقد اتخذت جنيف مقرا لها، وكان من بين أهدافها أن تعمل على
ضمان السلم العالمي وأن تساهم في تعزيز التعاون الدولي.
- ولتحقيق
أهدافها اعتمدت عصبة الأمم على مجموعة من الأجهزة، منها: المجلس الأعلى
والأمانة العامة، والجمعية العامة، إلى جانب محكمة العدل الدولية.
- لكن
هذه الأجهزة أخفقت في تحقيق الأهداف التي وضعت من أجل تحقيقها.
انتقال مركز الثقل الاقتصادي العالمي إلى خارج أوروبا:
أسباب
تدهور الاقتصاد الأوروبي بعد الحرب العالمية الأولى:
- الخسائر البشرية والمادية كبيرة التي تكبدتها خلال الحرب.
- الانخفاض الكبير في الإنتاج الفلاحي والصناعي.
- التراجع المهول في حجم المبادلات التجارية الأوروبية.
- العجز المهم في الميزانية، نظرا لتراكم الديون الخارجية على الدول
الأوروبية.
استفادة مجموعة من الدول خارج أوروبا من ظروف الحرب ونتائجها:
- على
رأس هذه الدول: الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر الممون الرئيسي
للدول الأوروبية بمختلف المواد، إلى جانب تقديمها للقروض المالية. وقد تضاعفت
الصادرات الأمريكية كثيرا، مما ساهم في تزايد إنتاجها الفلاحي والصناعي، وأدى إلى
اعتلاء الاقتصاد الأمريكي موقع الصدارة العالمية.
- ثم
اليابان التي تمكنت من غزو الأسواق الخارجية بمنتجاتها الصناعية. هذا الغزو
الاقتصادي مكنها من الظهور كقوة صناعية كبرى.
- أما
الأرجنتين والبرازيل واستراليا ونيوزيلندا، فقد تزايدت صادراتها الفلاحية
بالشكل الذي ساهم في نموها اقتصاديا.