منهجية تحليل قولة في ظاهرة الشعر الحديث:

 

الكشف عن البعد النفسي:

 

1.    شخصية سعيد مهران:

 يظهر أمامنا البعد النفسي لمهران من خلال مرحلتين اثنتين:

·       مرحلة ما قبل السجن: كان قبل دخوله السجن معلما له أتباع وزوجة جميلة وطفلة. وكان يحتل مكانة خاصة وسط رجاله وعلاقته طيبة بالجميع. لذلك يمكن أن نستنتج أنه كان يعيش مطمئنا رغم أن نوعا واحدا من الناس كان ينغص عليه حياته: إنهم الأغنياء الذين كان يخطط لسرقتهم والبوليس الذين يطاردونه.

·       مرحلة الخروج من السجن: تتناوب مشاعر شتى في الحياة النفسية لمهران بعد خروجه من السجن يمكن حصرها في الكرا ^ هية والمحبة والندم:

أ‌.       الكرا^هية:

   خرج مهران من السجن عصبيا. فكان الشعور لديه هو الكر ^ اهية لكل من انقلب عليه، فصارت إحساسا يسيطر عليه. وقد تجلى هذا الإحساس في كر ^ اهية المرأة عموما، لأن كل امرأة صارت بالنسبة إليه نبوية خائنة، كما أن كراهية عليش وعلوان مثلت أقصى درجات الكر ^ اهية.

ب‌.  المحبة:

  إن في قلب مهران متسعا للمحبة، تمثلت في حبه لسناء ولنور. إن لمهران قلبا ينبض بالحب أيضا تجاه الكائن الضعيف: المرأة التي لا نصير لها. كما أن محبته للجنيدي وطرزان ظلت متواصلة ولم تتغير عكس ما وقع مع علوان.

ج‌.   الندم:

    شعور قوي ينتاب مهران بسبب رصا ^ صاته العمياء، وخلق لديه مزيدا من المعاناة. إن مهران يرى أنه على صواب لكنه في قرارة نفسه يتألم لمصير الأبرياء.

د‌.      الاضطراب النفسي:

   تعرض الرواية أمثلة لا حصر لها على هذا الاضطراب، وقمته هي التي تسببت في وقوعه في قبضة البوليس: إنه نسيان البذلة. وهذا الاضطراب النفسي أفقد مهران مهاراته التي كان يعتد بها. فقد عول على المس ^ دس لكنه نسي الكتب. والكتب هي الشيء الذي بقي له من تاريخ حياته. وتغييب العقل عن طريق نسيان البذلة واهمال الكتب والارتهان إلى القوة والمس ^ دس مع الوقوع تحت الاضطراب النفسي لا يمكن أن يؤدي إلا إلى فشل رهان البطل وعدم نفاذ البرنامج الحكائي وفق رغبته.

2.     نفسيات الشخصيات:

    إن الشخصيات العدوة تك ^ره مهران كما يكر ^ هها، وتخافه لأنه يتربص بها. أما الشخصيات التي تحبه فلم تتغير وظلت تقدم له الدعم. لكن هذه الشخصيات لم تكن تتعاطف معه وهو يمارس الق ^ تل.وإلى جانب هذه الشخصيات ثمة شخصيات أخرى تم الحديث عنها وهي الجماهير الشعبية التي كانت تتعاطف معه وتؤيده  مادام يواجه أعداءهم الطبقيين.

 

تعديل المقال