من أجود الشعر: الشافعي ينصح هارون الرشيد:
سياق القصيدة:
استدعى الخليفة هارون الرشيد الإمام الشافعي بعدما سجنه تعسفا، وقد سمع من حارس السجن، عن علمه وصبره. ولما حدثه الخليفة وتيقن من شساعة علمه وصدقه، سأله النصيحة. فأنشد الشافعي هذه الأبيات وكأنه يلخص فيها قيمه وشيمه بما فيها الصبر وعزة النفس، وهي ذاتها القيم التي أخرجته من غياهب السجن. ليتحول غضب الخليفة إلى إعجاب شديد بفصاحة الشافعي وخلقه وذكائه.
نص القصيدة:
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ.
وطب نفسًا إذا حكمَ القضاء.
وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي
فما لـــحوادثِ الدنــيا بقــاء.
وكنْ رجلًا على الأهوالِ جلدًا.
وشيمتكَ الســــماحة والوفاء.
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا.
وسَرّكَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ.
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب.
يغطيه كما قيلَ السَّـــــخاءُ.
ولا تر للأعادي قط ذلًّا.
فإن شـماتة الأعــدا بـــلاء.
ولا ترجُ السماحة من بخيلٍ.
فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَـاءُ .
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي.
وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ.
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ.
ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخـاءُ.
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا.
إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ.
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ.
فما يغني عن المـوت الدواءُ.
الفيديو مقتطف من مسلسل " الإمام أحمد بن حنبل ".