منهجية تحليل نص إبداعي نثري:
تندرج القصة والمسرحية ضمن الفنون النثرية التي تقوم على جملة من المقومات الفنية، كالخطاطة السردية، والبنية العاملية والشخصيات، والفضاء والحوار وغيرها من المقومات الحكائية. ويعتمد تحليل النصوص من هذا القبيل، في الغالب، على جملة من الإجراءات التي يمكن تلخيصها في ما يلي:
1- عتبات النص:
يستلزم تحليل النصوص الحكائية صياغة فرضية للقراءة، يتصدرها التعريف بفن القصة أو المسرح، وبالسياق التاريخي الذي اقتضى نقله إلى الأدب العربي، وببعض الرواد الذين أبدعوا في إطاره، بمن فيهم صاحب النص، قبل صياغة إشكالية لقراءة النص، تتضمن في الغالب ثلاثة أسئلة تتم الإجابة عنها بين ثنايا التحليل.
بعد ذلك، يتم افتراض نوعية النص ( قصة، مسرحية، حكاية، رواية...)، وموضوعه ( اجتماعي، فكري، نفسي، تاريخي...) بناء على دلالة مؤشر العنوان وبداية النص ونهايته.
2- محتوى النص:
يتم تلخيص محتوى النص بتتبع المتن الحكائي لاكتشاف معنى النص وجرد أحداثه، على أن يتم تتبع تنامي المادة الحكائية كما وردت في النص، وتجنب إعادة سرد الأحداث بلغة الكاتب وطريقته التعبيرية، بتوظيف روابط الانتقال والاستنتاج المناسبة، دون إسهاب في جرد معطيات الأحداث.
3- تفكيك عناصر النص:
ويكون ذلك بتعيين شخصيات القصة، وتمييز الأساسي فيها من الثانوي، والمساعد منها والمعيق. وإبراز خصائص الزمان النفسي والواقعي والوتيرة الزمنية، والتمييز في المكان بين الأحياز المكانية المغلقة والمفتوحة. إثر ذلك يتم الانتقال إلى أشكال الحوار في النص ( الداخلي والخارجي)، وتحديد وضعية السارد ( رؤية من الخلف، من الأمام، أو رؤية مصاحبة)، قبل ضبط امتداد مكونات الخطاطة السردية (الاستهلال، الوسط والنهاية).
4- الاستنتاج:
يعني مرحلة الاستنتاج والتقويم، تركب فيها نتائج العرض. ويتم فيها تحديد
رهان الكاتب ومقصديته من النص، وتلخيص مستويات التحليل السابقة، قبل تحديد النوع
الفني الذي يندرج النص في إطاره، والاتجاه الأدبي الذي يمثله، وإصدار حكم شخصي حول
قيمة النص الفكرية والأدبية.